الاسلام والمجتمع وجها لوجه (الجزء الأول )


بداية صعبة هذا العنوان ولاشك .. اذ أنك عندما تتحدث عن الاسلام والمجتمع الذى من المفترض أن يكون حاضنا لهذا الاسلام ومنفذا له بل وعاكسا له وناقلا له من المستوى النظرى الى المستوى العملى التطبيقى فاذا بك تجد العنوان وكأن كل منهما فى اتجاه يهرول وعن الآخر يبتعد وله يضاد وتأتى " وجها لوجه" لكى تضع الأمر حقا فى ميدان المواجهة ولكن هذا غير ما أقصد وبعيدا عما نويت فعندما يكتب مثلا الدكتور القرضاوى كتابا بعنوان " الاسلام والعلمانية وجها لوجه " فهذا طبيعى فالاسلام والعلمانية اتجاهان متضادان أو على الأقل متوازيان ولا يلتقيان . أما عندما تتحدث عن الاسلام والمجتمع وتذكر هذا الذى قد يبدو تقابلا فانه أول ما يقفز الى الذهن فى عقول القراء وخاصة قراء الفكر الاسلامى كتابات الشهيد سيد قطب رحمه الله تعالى وخصوصا كتابه الرائع " معالم فى الطريق " " والذى يتناول فيه قضية الحاكمية" والذى ذهب فيه الى تجهيل المجتمع وكثرت لفظة " جاهلية المجتمع "فى كتابه وكما يقول عنه أهل الفكر فانه فكر " ينضح بالتكفير "وقد انبنى على هذا الكتاب خصوصا وعلى هذا الفكر عموما تيارات فكرية كاملة اتخذت التكفير منهجا وقد انتهت معظم هذه التيارات وبقى بعضها أو القليل منها ولى وجهة نظر فى هذا الكتاب سأناقشها فى الخاتمة ان شاء الله تعالى ...

عودعلى بدء فانه مما لا شك فيه أن للاسلام تعريفات عدة ولست أقصد النظرى منها بل أقصد ما يعرف به الناس الاسلام من خلال واقعهم العملى فمنهم من يراه أربع صلوات فى المسجد فقط وصلاة جمعة وصلاتى عيد وصيام شهر وحج بيت ان توفر له المال اللازم وذلك قبل أن يموت.. وآخرون يزيدون قيام ليل وصيام تطوع وحفظ قرآن والتزام بالزكاة.. وآخرون يرونه قلبا نظيفا لا علاقة له بالعبادات وغيره كثير ... هذا خارج الحركة الاسلامية أما داخلها فمنهم من يراه عقيدة ومنهم من يراه جهادا ومنهم من يراه سياسة ..... وكل على دربه سائر وفى طريقه عامل . أما أنا فأرى الاسلام " نظام مكتمل للحياة من الميلاد الى الممات "وخير دليل على ذلك قول الله عز وجل " قل ان صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين" أى أنه ذلك النظام الذى له ولدت وعليه تحيا وله تعمل وتدرس وتتزوج وفى سبيله توالى وتعادى وتجاهد وله تموت وعليه تموت .. أى أنه هو الحياة كلها " صغ هذه كما شئت". وبالتالى فمجتمع يتكون من أفراد هكذا الاسلام فى عقولهم أو على الأقل معظمهم أو نخبته لهو حقا " المجتمع الاسلامى الكامل".

والناظر الى مجتمعاتنا عموما والى مجتمعنا الذى نحيا فيه خصوصالوجد أنها ....................



التتمة فى الجزء الثانى ان شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق