رسالة الى القمر

فى ظهيرة يوم من الأيام وبينما أنا سائر وحدى وفجأة لما رفعت عينى لأرى طريقى .. اذ بى أرى القمر .... ياله من قمر لا أستطيع له وصفا ومهما أوردت من كلمات فلن أعطيه شيئا من حقه لقد هاجمنى بتلك النظرة الصاروخية فلعلها أصابتنى مباشرة حتى رأيتنى تيبست عينى و اصطدمت بقلبى أمامى صريعا فقلت فى نفسى تائها : رباه ...وهل يعتلى القمر سماء النهار ؟ أم هل يحجب القمر ضوء الشمس ؟ أم هل تذيب أنفاسه الساحرة حرارة الشمس المحرقة ؟ ................ وفجأة استيقظت ووجدتنى مازلت فى وسط الطريق واقفا وحاولت استرجاع عقلى مرارا وبالكاد لملمت قلبى من أمامى ثم نظرت أمامى وقلت لقدمى : هيا سيرى بالله عليك وهى تأبى الا الوقوف أو الرجوع فقلت لها : لعل الله عزوجل أن يجعل لنا يوما آخر وتحدث فيه هذه المعجزة مرة أخرى ومضيت مع نفسى فى طريقى.
ثم حدثت المعجزة ........
وأيضا فى الظهيرة .. وأيضا فجأة .. وأيضا وحدى
لا أدرى هل هذه مصادفة ؟ أم أنها اشارات القدر ؟ حقا لقد بدأت أظن نفسى من الأولياء !!!!!!
لعلكم تقولون ياله من مبالغ ! أو تقولون ياله من عاشق ! ولكنكم حتما لا تقدرون
ان لهذا القمر نظرات كأنها السهام فأحدها يصيب القلب حتى يوقفه عن الانقباض ..وآخر يصيب العين حتى لا ترى سواه وثالث يصيب القدم حتى لا تسير عكس ما يريد وهنا لا تملك الا الاعتراف بأنك قد غرقت وأن السحر قد أصاب المسحور وتخرج من قلبك راية بيضاء تحملها عيناك يراها القاصى والدانى وتحسبها أنت مخفية حتى يخبرك أحدهم بما تخفيه عينك ويحتويه قلبك ...ولكن كل هذا لا يهم
المهم هو هل يدرى هذا القمر؟ وهل يعرف ما فعل ؟ وهل يدرك حالى ؟
هل يدرك أنى أذوب فيه عشقا ؟ هل يدرك أن قلبى فارقنى مذ رأيته ؟ وأنه بات له أسيرا ؟؟؟؟؟
أيها القمر .........
انك انت قلب الحاضر ورفيق المستقبل .... فكم أنا من محظوظ عندما أعشق مثلك
أيها القمر......
أستحلفك بالله لا تبعدنى عنك بعيدا وأبقنى دوما بالقرب لعل الله يجعل من بعد ضيق مخرجا وان كنت سأظل قريبا لأنى لا أملك غير هذا. فانى لم أعد أملك نفسى أو حتى أسيطر على قلبى ..حتى توجيه عينى بعيدا ليست بيدى .
فأرجوك سيدى ... لا تحرمنى رؤيتك ولا تبعدنى عن مكان تفوح منه أنفاسك العطرة أو تزينه بنظراتك الساحرة أو تنيره بنورك السماوى .
كما أتوسل اليك لا تمنعنى طريقا يفخر بأنك سرت فيه يوما ولامسته أقدامك الحورية .. واغفر طمعى لو سألتك نظرات من عينك وضحكات من وجهك لعلها تنير ليا أياما لا تسطع فيها وأحلاما لا تغادرها .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق